شاطئ الذكرى (٢) في هذه الساعة المتأخرة من مساءٍ لم اجدك فيه يابحر قررت الرحيل من شاطئك فلا أمل لي في البقاء ولا شفاء لي منك إلا باعتلائي صهوة جوادي والإنطلاق بعيداً عنك علي أجد في ذلك راحتي وشفائي فقد زاد سُقم قلبي وذوت مشاعري حيث لا سميع لها ولا مجيب ولكن هي روحي لا تفتأ تعذبني بالشوق إليك ونسماتك العليلة تزيد من عذابي لعلمي التام بأن لا نصيب لي فيها، كم أمقتك أيها الحب فلولاك لم أحس بمرارة الخذلان .  آآآه ما أقسى اللحظات لمحب لم يجد لحبه وهمساته صدىً لدى من أحب   

شاطئ الذكرى

عَلَىَ شَاطِئِكِ يَا بَحْرُ انَخْتُ رِكَابِي وَفِيْ مَرْفَأُكِ الْجَمِيْلَ

اسْنَدْتَ يَدَيِ إِلَىَ رَأْسِيٌّ وَبَدَأَتْ فَيِ اسْتِنْشَاقِ عَبِيّرْ أَمْوَاجِكَ
الْمُتَلاطِمَةِ الَّتِيْ انعَشْتَنِيّ وَايْقَظَتْ مَشَاعِرَيْ مِنْ سُبَاتِهَا الْعَمِيقْ ،،
أَحْسَسْتُ بِدِفْئِ مَشَاعِرِيْ وَهِيَ تَتَسَلَّلُ مِنْ بَيْنِ نَبَضَاتُ قَلْبِيْ وَتَتَّجِهُ
نَحْوَكِ دُوْنِ قُدْرَةٍ مِنِّيْ عَلَىَ الْسَيْطَرَةِ عَلَيْهَا مَشَاعِرَ لَمْ أَجِدْ لَهَا تَفْسِيْرا،،
قَاوَمَتْهَا كَثِيْرَا وَلَكِنْ فِيْ لَحْظَةٍ غِيَاب الْعَقْلِ وَتُمَكِّن الِعِاطِفِةِ مِنِّيْ صَبَبْتُ
فِيْ شَاطِئِكِ اعْتِرَافِيِ بِحُبٍّ لَمْ أَجِدْ لَهُ مَا يُبَرِّرُهُ سِوَىْ أَنْ الْأَقْدَارِ
سَاقَتْنِيْ
إِلَيْكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ لأَتُعَذّبُ بِحُبِّ لَا أَمَلُّ فِيْ إِضَاءَتُهُ لِحَيَاتِيْ وَلَيْسَ لِيَ مِنْهُ
سِوَىْ الْأَلَم الْنَّفْسِيَّ الَّذِيْ أَجِدُهُ فِيْ يَوْمِيَ وَلَا يُغَيِّبُنِي عَنْهُ سِوَىْ نِعْمَةَ
الْنَّوْمِ وَالَّتِي لَا تَلْبَثُ أَنْ تُغَادِرُنِيّ بَعْدَ سُوَيْعَاتٍ قَلِيْلَةٍ أَجِدُ نَفْسِيْ بَعْدَهَا
أُفَكِّرُ فِيْكَ وَأَجِدُ رَغْبَةِ جَامِحَةٍ فِيْ الْجُلُوْسِ عَلَىَ شَاطِئِكِ الْمُمْتَدِّ إِلَىَ الْبَعِيْدِ
الْبَعِيْدُ الَّذِيْ لَا أَمَلَ لِيَ فِيْ الْوُصُولِ إِلَيْهِ ؛؛؛؛؛؛
سَيَبْقَىْ يَابَحَرْ عِشْقِكَ فِيْ دَمِيَ وَلَكِنِّيْ حَتْمَا سَأَشُدُّ رِحَالِيْ مِنْ شَاطِئِكِ الَّذِيْ أَدْمَىْ قَلْبِيْ حُبِّهِ؛؛؛
وَحَتْمَا سَأَكُوْنُ فِيْ يَوْمَا مَا ذِكْرَىْ اعْتَلَاهَا غُبَارَ الْنِسْيَانِ فِيْ ذَاكِرَتِكْ
أَمَّا ذَاكِرَتِيْ فَسَتَبْقَىَ مُسْتَوْطِنَا لَهَا حَتَّىَ لَوْ تَمَّ الْرَّحِيْلِ

شاطئ الذكرى

أوراقي مبعثرة گأشواقي لك متشعبة في كل أنحائي فلم يعد هناك جزءٌ مني إلا ويهتف باسمك يابحر ولم تعد لدي تلك القدرة التي ألفتها في نفسي من تحكمي في مشاعري وكبح جماحها ووأدها في مهدها قبل أن تترعرع ،أهو ذلك الرعب الساكن في أعماقي من الصغر من أن تكون مشاعري سبباً لذلي وحرماني من جمال الحياة ؟ ها قد غرقت في حبك يابحر حتى الثمالة وأنا أقف على شاطئك العذب فلا أمل لي في الإرتواء منك فماؤك عذب نقي للرائي له من بعيد أما محاولتي الانتهال منه لإرواء عطشي فهي الكارثة التي دمرتني وزلزلت كياني فماؤك رغم جماله لن يروي شوقي إليك أما رحيلي فلن ينتزع عشقك الرابض في ذرات دمي ولكن هي القرارات لا بد من اتخاذها  سأرحل وسيبقى عشقك هاجسي وذكرى جميلة مررت بها ستبقى في داخلي إلى أن تفارق روحي الجسد كم اشتاقك ياب~حـ~ـرفقد أصبحت ذاتي كتبته بوح في يوم الثلاثاء ١٤٣٢/٧/١٢هـ